معارك مشرفة لواء عبدالجابر

لواء. عبدالجابر أحمد على


تحتفل مصر فى الخامس و العشرين من إبريل من كل عام بعودة سيناء من قبضة الصهيونية، وذلك بعد معارك مصرية مشرفة أهمها معركة القوات المسلحة متمثلة فى حرب رمضان 1973، ومعركة الدبلوماسية المصرية وكيف واجهت الدبلوماسية الإسرائيلية الماكرة والمخادعة وحققت انتصارا ساحقا عليها.
أما عن حرب السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان 1973 فقد شهد بها العالم كله، بل قادة وساسة إسرائيل عندما ظهر المقاتل المصرى بعد إعداده النفسى والبدنى والفنى، وكيف عبر على رجليه بدون دروع أو أسلحة ثقيلة وحطم الغرور والصلف الإسرائيلى وواجه بصدره المدرعات الإسرائيلية التى كانت إسرائيل تطلق عليها القبضة الحديدية، ووقتها قال شارون عن مدرعاته إن المقاتل المصرى (نتف ريش دباباتنا) هكذا جاءت اعترافاتهم.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد أعدت أكثر من مفاجأة جيش الدفاع الإسرائيلى الأسطورة، وأولى هذه المفاجآت أن العبور تم بطول خط المواجهة أو بطول قناة السويس (170 كم)، فلم يعرف قادة إسرائيل أين الهجوم الرئيسى للمصريين وانتظروا طويلا إلا أن المفاجأة شلت أفكارهم بعد قصف المدفعية المصرية وضربة الطيران المؤثرة والمكثفة مما شل تفكير قادة إسرائيل، إضافة إلى مفاجأة مجموعات قنص وصيد الدبابات بوحدات الصواريخ المضادة للدبابات التى عبرت مع الموجات الأولى ومداها ثلاثة كيلومترات، على أن تقوم وحدات المشاة بتغطية المنطقة الميتة بأسلحة ب 10، 11، آر. بى. جى بمساحة ثلاثمائة متر، وبذلك وقعت الدبابات الإسرائيلية فى كمين محكم لم تفلت منه، وتم تدميرها ولم ينقذ إسرائيل إلا الجسر الجوى الأمريكى، وبعد تحقق النصر وانسحاب إسرائيل من غرب القناة بعد المعركة التليفزيونية التى قامت بها، دخلت مصر فى مفاوضات مع إسرائيل تحت مظلة أمريكا، وتم الاتفاق المؤقت على الحدود بين الطرفين فى 25 إبريل عام 1982، لكن إسرائيل رفضت الانسحاب من طابا ونقضت بذلك أهم بنود اتفاقية السلام، وهو أن الحدود المصرية الشرقية هى حدود مصر وفلسطين تحت الانتداب البريطانى، وبعد المماطلة الإسرائيلية طالبت مصر بتطبيق مبدأ التحكيم بين البلدين طبقا لاتفاق السلام، وذلك بعد فشل محاولات التوفيق بين الطرفين، وشكلت الحكومة المصرية فى ذلك الوقت لجنة قومية للدفاع عن طابا عام 1985، ضمت ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والعدل، ومجلس الدولة والجمعية الجغرافية والجمعية التاريخية والجامعات برئاسة وزير الخارجية فى ذلك الوقت د. عصمت عبدالمجيد ومن أهم أعضائها د. نبيل العربى، وكان يشغل مدير الإدارة القانونية بوزارة الخارجية، وهو الأمين العام لجامعة الدول العربية حاليا، وكذلك أستاذ القانون د. وحيد رأفت ود. يوسف أبوالحجاج، أستاذ الجغرافيا، ود. لبيب يونان رزق، أستاذ التاريخ، والكاتب الصحفى بالأهرام، وشخصيات أخرى.
كما قدم الكثير من أبناء مصر وبعض الأجانب الذين عاشوا فى مصر وأحبوها المستندات إلى التحكيم الدولى، وبعد أن تأكدت إسرائيل أن الحكم سوف يصدر لصالح مصر حاولت المماطلة وتأجيل النطق بالحكم، خصوصا وقد تدخل الجانب الأمريكى للتوفيق، إلا أن الحكم صدر لصالح مصر فى 29 سبتمبر عام 1988، متفقا مع رأى الجانب المصرى فى معظم علامات الحدود الحيوية، ورفع العلم المصرى على طابا فى 19 مارس عام 1989 فى احتفال شارك فيه الشعب مع قواته المسلحة.
ولا يبقى هنا سوى توجيه تحية إلى قواتنا المسلحة الوفية وإلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيسها المشير محمد حسين طنطاوى، وتحية إلى الدبلوماسيين والخبراء الذين شاركوا فى هذه الملحمة التاريخية. وكل عام ومصرنا الغالية بخير وفى استقرار وأمان ورخاء.