اكتوبر _1973 درس لوحدة المصريين

أكتوبر ..73 درس لوحدة المصريين

رغم حالة الإحباط التي أصابت الجميع بعد نكسة 67 والظروف الصعبة التي عاشها الشعب بجميع طوائفه إلا أن الإيمان بأن الحق سوف يرد لأصحابه وأن سيناء سوف تعود لأحضان مصر لم ينقطع حيث نجحت القوات المسلحة في تحويل هذه الظروف الصعبة وأسباب الهزيمة إلي عناصر انتظار رائع وحرب أذهلت العالم كله.
اللواء عبدالجابر احمد علي قائد كتيبة بسلاح المدفعية في حرب اكتوبر - اكد أن الأمل لم ينقطع بل كان يتجدد خاصة بعد حدوث ثلاثة أشياء أولها ضربة الطيران التي قام بها الفريق مدكور أبوالعز بعد أقل من شهر من الهزيمة.
وثانيها تدمير المدمرة إيلات أمام شواطئ بورسعيد وثالثها تدمير ميناء إيلات بأيدي الضفادع البشرية.
مصر لا تموت
أشار إلي أن هذه الأشياء أكدت للجميع أن مصر يمكن أن تمرض ولكنها لا تموت.. حيث بدأت القوات المسلحة في الاستعداد ليوم الخلاص واسترداد سيناء من العدو الغادر فكانت فترة قاسية من التدريب أعدت فيها القوات المسلحة أكثر من مفاجأة لليهود مثل فتح الساتر الترابي بخراطيم المياه ثم عبور القوات المسلحة من مشاه وهي تحمل الصواريخ المضادة لتدمير دبابات العدو.
الكتيبة 35 فهد
ويضيف أنه كان قائد الكتيبة 35 فهد مدفعية مسلحة بالصواريخ المضادة للدبابات "ميلوتكا" روسي الصنع مداه 3 كيلو مترات من الجيل الأول الذي يحتاج إلي تدريب مكثف ومهارات خاصة بخلاف الجيلين الثاني والثالث وهو ما كان مفاجأة للمدرعات الإسرائيلية التي أطلق عليها اليهود "القبضة اليهودية" حيث واجهت القوات المصرية دبابات العدو فحولتها إلي كومة من الحديد والخردة شرق سيناء حيث استطاعت الكتيبة تدمير أكثر من 250 دبابة إسرائيلية.
ويشير إلي أن أصحاب الفضل الحقيقي في تدريب القوات المصرية التي دمرت دبابات العدو هم أبطال لا يمكن اغفال دورهم أمثال أحمد رزق وابراهيم عثمان وعبدالهادي النعناعي والمرحوم حسين السوسي والمرحوم منير زاهر ومحمد السيد والسيد خفاجة ومراد نسيم إلي جانب أبطال المعركة أمثال عبدالعاطي الذي أطلق عليه صائد الدبابات وابراهيم عبدالعال وابراهيم حسين وبيومي عبدالعال والشهيد عبده عمر الذي استشهد وفي يده علم مصر.
ويشير إلي أن نصر اكتوبر لم يأت من فراغ فرغم الظروف القاسية بعد النكسة ونقص الأسلحة الحديثة وحالة الإحباط التي انتشرت عند الجميع إلا أن القادة العسكريين تمكنوا من تشخيص المرض وتحديد العلاج حيث اعترفوا بالهزيمة ووضعوا أيديهم علي نقاط الضعف التي أدت إلي الهزيمة وبدأت في توفير العلاج إلي جانب الحرص علي رفع الروح المعنوية لأفراد الجيش وإشعال حماسهم للثأر من العدو.. كما أن ضباط القوات المسلحة أصروا علي إحداث تغيير في أساليب التفكير والتنظيم العسكري وإدخال التكنولوجيا لإعداد المفاجآت للعدو وهو ما حقق لنا النصر إضافة إلي أن القيادات كانت تدرس إمكانيات كل فرد في الجيش لتحديد كيفية الاستفادة منه في الحرب.
ويضيف: "روح حرب اكتوبر المجيدة ضمت كل فئات الشعب الجميع علي قلب رجل واحد ففي المعارك اختلطت دماء المسلمين والأقباط وتم دفنهم معاً ويتمني ان تعود حالة التوحد بين جميع صفوف الشعب في الوقت الحالي حتي نستطيع تحقيق بطولات وانتصارات جديدة من أجل مصرنا الحبيبة".
اكتوب